قصة [ د.همام البلوي ] الدي قهر الاستخبارات الامريكية
قصة [ د.همام البلوي ] الدي قهر الاستخبارات الامريكية
كان د.همام البلوي أو أبو دجانة الخراساني يتمتع
بشخصية فذة كانت تحمل صفات ضابط الإستخبارات المثالي في داخلها من حيث لا
يشعر ، فقد كان متفوقا في دراسته الثانوية حيث حصل على نسبة 97% وهي نسبة
تدل على ذكائه العالي ، ومن أجل ذلك درس الطب وهي مهنة الأذكياء على مر
الدهور ، أما مجال إبداعه فقد كان مع مشواره الطويل مع القلم ، فقد عرف في
المنتديات الجهادية كواحد من أفضل الكتاب على الإطلاق ، وكان يمكن أن تتعرف
على كلماته الحالمة بسهولة من خلال أسلوبه المتميز الخلاب ، والذي ينم عن
ثقافة واسعة وأدب نادر ، وهو الأمر الذي جعله في مصاف كبار المحرضين
والمدافعين عن الحركة الجهادية ورموزها ، وهو نفس الأمر الذي دعاه لأن يحيط
نفسه بسلسلة من الإجراءات الأمنية بعد أن أصبح من الذين تتردد أسمائهم
الحركية في أجهزة الأمن ، وقد كانت السرية التي يتحرك من خلالها د.همام
ناجحة وذات مصداقية كبيرة عند كل من يتعامل معهم أو من يحيطون به ، فزملائه
في العمل لم يلاحظوا عليه أي انحراف فكري - كما يقولون - بل يصفونه بأنه
معتدل ! وأجهزة الأمن لم يكن لديها أي ملحوظات أمنية في ملف الدكتور سواء
في الأردن أو تركيا التي قضى فيها فترة من الزمن ، وهذا يدل على مهارة
عالية في التمويه والتغطية واستخدام الأساليب الأمنية الجيدة في اتصالاته
الشخصية التي كان يشارك من خلالها في إدارة أكبر شبكة جهادية على الإنترنت -
شبكة الحسبة - ، وهذا أمر يتطلب اتصال دائم بالمؤسسات الإعلامية للتنظيمات
الجهادية ، وهنا تكمن الخطورة ! في مطلع 2009 استطاعت المخابرات الأردنية اكتشاف
شخصية أبي دجانة الخراساني التي كان يتخفى بها د.همام وتم القبض عليه ،
وأخضع على إثر ذلك للتحقيق ثم أفرج عنه بعد مدة من الزمن ، وسواء كان ذلك
بسبب خطأ أمني من د.همام أو بتخطيط منه كما أرجح ( لأنه كان قد أنشأ في تلك
الأيام مدونة إلكترونية خاصة به وكان من السهل التعرف على صاحبها ) ، فقد
كانت هذه الفترة - أي فترة الاعتقال - مرحلة مناسبة لبناء خطة استخباراتية
مستقبلية كانت تعتمد على إرسال بعض الإشارات وترك بعض الإنطباعات لدى ضباط
الإستخبارات الأردنيين أثناء التحقيق معه ليكونوا فكرة معينة عن شخصية
د.همام وقدراته وإمكاناته ، فكرة تجعل خيالهم يبحث عن طريقة لتجنيد هذه
الإمكانيات لتحقيق اختراق نوعي في تنظيم القاعدة ، ومن الواضح أن شهية
المخابرات الأردنية قد فتحت على مصراعيها بعد أن وجدت شخصية معروفة في
الساحة الجهادية تتميز بالذكاء والفراسة والتخصص المهني المناسب للإحتكاك
ببعض المطلوبين ، فكما هو معروف أن الطبيب مهنة تحتك بمعظم من حولها
لأهميتها الوظيفية ، ومن خلال تجنيد د.همام وإرساله لباكستان أو أفغانستان
تستطيع المخابرات الأردنية الوصول والتعرف على أكبر عدد من الشخصيات
المطلوبة هناك ، خاصة أن د.همام يتمتع بمهارات فنية في الإتصالات ويتكلم
عدة لغات وقد بدت هذه الصورة كأفضل مشروع يمكن أن تقدمه المخابرات الأردنية
لوكالة الإستخبارات الأمريكية في الحرب على الإرهاب .
وبتوفيق الله عز وجل استجابت الإستخبارات
الأردنية للإنطباعات والمؤشرات التي أوحى بها د.همام ، فقد اقتنع ضباط
المخابرات الأردنية بأن د.همام يمكن أن يتعاون معهم في نقاط محددة ذات [
توافق مشترك ] ، وهي لمحة ذكية من د.همام لأن المخابرات تعلم بأنه مولع
بالجهاد ومن المنظرين له وليس من السهل أن يبيع كل شيء من أول مرة ، وأرجح
بأن د.همام لعب على وتر إنقاذ الحركة الجهادية وتنظيم القاعدة على وجه
الخصوص من سيطرة الكوادر والأفكار المصرية لأن الإشاعات الكثيرة حول هذا
الموضوع تجعل منه مدخلا جيدا لإقناع المخابرات الأردنية بأن تعاون د.همام
معها يأتي من باب حفظ الحركة الجهادية من المؤثرات السلبية عليها وليس من
باب الخيانة والغدر ، وكل هذه العملية الإيحائية والحوارات التي تخللتها -
ود.همام خبير في هذه النوعية من المناقشات - أتت فقط لتطمئن المخابرات
الأردنية بأن د.همام سيتعاون معهم بدافع من القناعة الشخصية في المرتبة
الأولى ، لأن التجارب الإستخباراتية أثبتت بأن العملاء الذين يعملون بقناعة
شخصية ضد بلدانهم كأن يكونون معارضين سياسيين مثلا هم أكثر ثقة وجدوى من
العملاء الذين يعملون بدافع مالي أو إغراء جنسي أو أي شيء آخر . وبعد أن نجح د.همام في إيهام المخابرات الأردنية
بأنهم نجحوا في تجنيده لصالحهم قرروا إرساله لساحة العمل - باكستان - تحت
غطاء طبيعي وهو إكمال دراسته في مجال الطب ، ومن هناك يبدأ العميل المفترض
د.همام بالإتصال بمسؤولي التنسيق في تنظيم القاعدة - وهو معروف لديهم -
لإتمام إجراءات الإنضمام إليهم بشكل اعتيادي كأي مجاهد يأتي لباكستان ثم
يتم إدخاله أفغانستان أو منطقة القبائل - وزيرستان - والتي ينشط فيها
التنظيم ، وعند هذه النقطة طلب د.همام مقابلة شخصية مع أحد كبار المسؤولين
في التنظيم وقد يكون هذا المسؤول هو قائد العمليات العسكرية في تنظيم
القاعدة الدولي وهي شخصية غامضة تعرف في دوائر الإستخبارات باسم " الدبوس "
ولا يعرف عن هذه الشخصية سوى هذا الاسم ، فلا أوصاف ولا بصمة صوت ولا
تاريخ ولا أي شيء آخر ! وبعد أن تم اللقاء بشكل مفاجئ - كما يتبع عادة في
هذه اللقاءات - كشف د.همام عن شخصيته المفترضة كعميل للإستخبارات الأردنية
وبدأ يشرح خطوات تجنيده وتفاصيل خداعه للمخابرات الأردنية ، وبعد التأكد
من حقيقة الوضع أمر المسؤول على الفور بتشكيل فريق عمل استخباراتي للبحث عن
أفضل كيفية للإستفادة من مركز د.همام كعميل وجاسوس للإستخبارات الأردنية
،وبدأت حينها معالم خطة ذكية لإستدراج المخابرات المركزية الأمريكية لفخ
أفغانستان المميت كما استدرج الجيش الأمريكي من قبل ! وبعد دراسة مستفيضة
لما يمكن أن يقدمه د.همام من معلومات مهمة - لا تضر المجاهدين بشكل مباشر -
للإستخبارات الأردنية لكسب ثقتها تجاه عميلها المفترض ولكي تسارع في نفس
الوقت بعرض مشروعها الإستخباراتي الناجح على السي آي إيه لاستثماره بالشكل
المناسب ، فالمخابرات الأردنية تعلم أن إمكانياتها وقدراتها وسلطاتها لا
تسمح لها بتجاوز السي آي إيه بأي حال من الأحوال وأن دورها يقتصر على
التجنيد والمتابعة المستمرة عبر ضباط الإرتباط ، قدم بعد ذلك فريق العمل
الخاص بالقاعدة رزمة من المعلومات المنتقاة للعميل المفترض د.همام وأعطي
الضوء الأخضر في إرسالها لضابط الإرتباط من جهة المخابرات الأردنية والذي
كان يشرف على مشروع العميل السري د.همام والتقطت المخابرات الأردنية الطعم
للمرة الثانية بعد أن هرولت بهذه المعلومات المهمة لمسؤولي السي آي إيه
فتحول ملف العميل السري د.همام خليل البلوي ليصبح على مكاتب ضباط وكالة
الإستخبارات الأمريكية التي تأكدت بدورها من صدق المعلومات الواردة في
تقارير د.همام من مصادرها الأخرى . بدأ التعامل مع د.همام يأخذ جانبا كبيرا من
الأهمية لدى كبار ضباط الوكالة إلى أن وصل لمرتبة [ عميل مهم جدا ] وهي
المرتبة التي تصنف المعلومات الواردة منها على أنها ذات أهمية بالغة
ومصداقية كبيرة وبخاصة بعد أن أرسل د.همام صورا حديثة لشخصيات مهمة يعتقد
بعد ظهور بعض التسريبات أن د.أيمن الظواهري كان من بين من التقطت لهم تلك
الصور !
وبعد أن تكررت لقاءات العميل المفترض د.همام مع
أحد ضباط السي آي إيه واستطاع أن يكون فكرة واقعية عن طبيعة عمل الوكالة في
أفغانستان وباكستان وأوراقها الرابحة في ذلك قرر فريق العمل الإستخباراتي
الخاص بالقاعدة تحديد هدف استراتيجي للإستفادة من المركز المتقدم الذي حققه
د.همام البلوي في عمق وكالة الإستخبارات المركزية بعد أن تم تمرير بعض
المعلومات عن طريق د.همام بنجاح !! وبعد عدة اجتماعات مغلقة لفريق العمل
اتفق الجميع على أن مركز قوة السي آي إيه في أفغانستان وباكستان يكمن في
العقول التي تدير العمل الإستخباراتي برمته أي أن قوة الوكالة ليست في شبكة
عملائها ولا أجهزة الرصد أو الأقمار الصناعية الخاصة بها إنما في العقول
التي تراكمت فيها الخبرات والتجارب والتي من خلالها يتم إدارة كل هذا العمل
وبدونها تتعطل القيمة الحقيقة لاستثمار المعلومات الإستخباراتية المستقاة
عبر تلك الأجهزة وتلك الشبكات ! وبناء على ذلك درس فريق العمل إمكانية
تحديد لائحة بأسماء أهم ضباط السي آي إيه الذين يتحكمون في ملف الحرب على
الإرهاب في منطقة العمليات الكبرى - أفغانستان وباكستان - وبسبب صعوبة
الحصول على مثل هذه الأسماء للسرية الكبيرة التي تحيط بها قام فريق العمل
بفبركة معلومات أولية عن أحد المواقع التي يختبأ فيها الرجل الثاني في
تنظيم القاعدة د.أيمن الظواهري وطبيعة هذه المعلومات تتطلب مناقشة وتنسيق
وتوجيه من رجال الصف الأول في وكالة الإستخبارات المركزية أي أن الأمر
يتعلق بتخصصات معينة وخبرات عميقة للإستفادة من تقرير د.همام حول عملية
اغتيال الظواهري ولحساسية الموضوع وخطورته وأهميته انتطر فريق العمل
الإستخباراتي الخاص بالقاعدة التوقيت المناسب للبدء في تنفيذ الخطة لأنهم
قدروا أن عملية استدراج مثل هذه العقول تحتاج لظروف نفسية معينة وجو من
الضغوط السياسية والإدارية تجعل من الصعب التروي في دراسة طبيعة أي ظرف
طارئ كالذي ينوي د.همام تقديمه إليهم ، وجاء التوقيت المناسب في يوم 25 /12
/2009 بعد محاولة النيجيري عمر الفاروق تفجير طائرة الدلتا الأمريكية قبيل
هبوطها في مطار ديترويت ، فقد جاءت هذه المحاولة كالصاعقة على جميع
الأجهزة الأمنية في أمريكا بعد أن نجح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في
تنسيق اختراق نوعي اجتاز خلاله عمر الفاروق أجهزة الرصد والتفتيش في عدة
مطارات قبل أن يصل إلى أمريكا ومع أن المحاولة فشلت في تفجير الطائرة إلا
أنها أحدثت رعبا عالميا في حركة الطيران وخاصة في أمريكا وأوربا ، ووضعت
الكثير من القيود على حركة المسافرين وتم تركيب أجهزة الكشف عن أجساد
المسافرين مما أثار سخط جمعيات الحريات العامة والأهم من ذلك أن الرئيس
الأمريكي أوباما عقد اجتماعا عاجلا مع مديري وكالات الإستخبارات الأمريكية -
عددها ستة عشر وكالة - وخرج بتصريح مفاده أن عملية محاولة التفجير كان
يمكن تفاديها لولا بعض القصور في تبادل المعلومات بين الوكالات الأمريكية ،
واعتبر هذا التصريح بمثابة توبيخ رسمي لجميع وكالات الإستخبارات الأمريكية
وعلى رأسها السي آي إيه ، وهنا ارتأى فريق العمل القاعدي أنه الجو المناسب
لإنقاذ هيبة السي آي إيه وإعادة اعتبارها أمام الرئيس فأعطوا للدكتور همام
الضوء الأخضر للاتصال بضابط الإرتباط الأردني وطلب اجتماع عاجل بخصوص
معلومات مهمة عن مكان اختفاء الرجل الثاني والذي كان يرمز له برمز معين !
وقد تضمن الطلب أن يكون الاجتماع عاجلا وسريعا ومع أصحاب القرار في الوكالة
لأنهم وحدهم من سيوجهون الأسئلة المهمة والتي ستحدد الإجابة عنها معالم
وطريقة وتوقيت عملية اغتيال د.أيمن الظواهري .
الحقيقة أن فريق العمل الإستخباراتي الذي عمل مع
د.همام لم يعط للأمريكان أي فرصة للتأخر عن الخطوات التي رسمت لهم من قبل
الفريق فقد تمت الموافقة على عقد الاجتماع فورا وغادر من أجل ذلك ضباط
الوكالة الأراضي الأمريكية متجهين نحو أفغانستان وفي أثناء اجراءات التحضير
لعقد الاجتماع كان خبراء المتفجرات التابعين لتنظيم القاعدة قد انتهوا من
عمل الحزام الناسف الذي سيكون بداخل الجاكيت الذي سيرتديه د.همام والذي صمم
ليحدث إصابات قاتلة في محيط كبير كالقاعة الكبيرة التي سيعقد فيها
الاجتماع ، وبهذا يكون دور فريق العمل قد انتهى ويبقى الأمر معلق بعد الله
سبحانه وتعالى بحسن تصرف د.همام وعدم إعطائه أي إشارات ريبة أو توتر لضابط
الإستخبارات الأمريكي الذي أرسل خصيصا لمرافقته في السيارة أثناء دخول
القاعدة فهؤلاء الضباط يستطيعون قراءة أي ملامح على الوجه ومعرفة ما ورائها
ولكن رباطة جأش د.همام وقدرته على ضبط حركاته لم تدع مجالا للشكوك أن تحوم
حوله ، وقد يخرج تساؤل هنا حول السبب الذي حال دون قيام ضابط الإستخبارات
الأمريكي بتفتيش د.همام قبل اصطحابه بالسيارة أو عند بوابة القاعدة على
الأقل والجواب على ذلك يكمن في الثقة الكبيرة التي كونها د.همام مع ضباط
الوكالة والتي جعلت فريق العمل القاعدي يوقن بأنهم لن يفكروا بطلب تفتيشه
ولذلك وضعت العبوة الناسفة بذلك الحجم ولم تكن مخفية أو بطريقة يصعب الكشف
عنها كالتي استخدمها التنظيم في عملية ديترويت عندما نسجت المادة المتفجرة
على شكل ملابس داخلية للأخ عمر الفاروق والتي لم تتمكن أجهزة التفتيش في
المطارات من الكشف عنها بتاتا ، وقد صدق ظن فريق العمل فقد علق أحد خبراء
السي آي إيه على سبب عدم تفتيش د.همام قبل دخوله القاعدة بقوله : لقد
استحوذ على ثقتهم !! لقد وضع فريق العمل تصوراته لكل ما يمكن أن يحدث
عند ساعة الصفر ولذلك حمل د.همام معه ورقة بيضاء صغيرة عليها مخطط جغرافي
يفترض أنه مخطط للموقع الذي سيتواجد أو يختبأ فيه د.أيمن الظواهري وهذه
الورقة هي التي ستجعل كبار الضباط وحدهم دون غيرهم من يقتربون أكثر من
د.همام ليطلعوا على المخطط لأن صغار الضباط لن يتقدموا على مرؤوسيهم في ذلك
! وبتوفيق الله وعونه ورعايته ومكره ومدده جرى ما خطط له فريق العمل
الإستخباراتي بالضبط وفي الساعة 6.30 من مساء يوم الأربعاء 30 / 12/ 2009
دخل د.همام خليل البلوي برفقة الضابط الأمريكي إلى قاعدة شابمان للعمليات
الأمامية في خوست وكان كل شيء جاهز في انتظاره ولم يضيع أي وقت للترحيب أو
الأحاديث الجانبية حتى لا يحدث ما يعكر صفو الاجتماع فبمجرد دخوله للقاعة
الكبيرة في القاعدة وجد أمامه ضابط الإرتباط الأردني وكبار ضباط السي آي
إيه وكانت القاعة كما ذكرت التقارير الأمريكية تعج بعملاء وكالة
الإستخبارات المركزية وعند هذه اللحظة اقترب د.همام من الجمع المهم من
الحضور وأخرج الورقة البيضاء وأخذ يشير إلى شيء ما فاقتربوا منه أكثر وعند
هذه اللحظة الحاسمة ضغط د.همام على مفتاح تفجير الحزام الناسف ودوى انفجار
ضخم سقط على إثره العديد من عملاء السي آي إيه منهم سبعة من كبار ضباط
الوكالة وأصدر تنظيم القاعدة - القيادة العامة - بيان بعنوان [ غزوة أبي
دجانة الخراساني لإختراق حصون الأمريكان ] وبقي الذهول مسيطرا على الإدارة
الأمريكية من هول المصيبة وكتب الرئيس الأمريكي أوباما رسالة تعزية للسي آي
إيه في محاولة للتخفيف من مصابهم فالعملية كما أجمع المحللون وخبراء
الإستخبارات كانت ناجحة بكل المقاييس وأن المخططين للعملية كانوا يهدفون
إلى استدراج عقول السي آي إيه إلى فخ مميت وقد نجحوا في ذلك ، قال الرئيس
السابق لوحدة ملاحقة أسامة بن لادن في الوكالة مايكل شوير : إن من بين قتلى
هذا الهجوم أهم خمسة خبراء أمريكيين في شؤون القاعدة وعندما نفقد ذلك
النوع من الخبرات سيصعب علينا إيجاد البديل بل يستحيل في القريب العاجل ! . وذكرت صحيفة النيويورك تايمز عن مسؤول كبير في
حلف شمال الأطلسي : أن هجوم خوست تسبب في الإغلاق الفعلي لتلك المحطة
المتقدمة التي كان عملاء السي آي إيه يستخدمونها في أفغانستان . . . وأضاف :
أن الأشخاص الذين قتلوا في الهجوم لم يكونوا من الذين يضطرون لكتابة
الأشياء في الحاسوب ولا في الأوراق لأن كل المعلومات كانت جاهزة في أدمغتهم
. . وأضاف : إن أكثر ما فقد بسبب موت هؤلاء لن تكون هناك إمكانية
لاسترداده !! الحقيقة أن تنظيم القاعدة أبقى تفاصيل العملية
والأساليب التي استخدمت فيها محل سرية تامة ولم يسمح بأي تسريبات من طرفه
لأنها تعتبر موروث استخباراتي خاص به ، وما تطرقت إليه هنا لم يحتوي على
تفصيلات جديدة بل هي محاولة للقراءة فيما بين السطور لما حدث . . وكيف حدث ؟
تبعا للإجراءات والأساليب المتبعة في العمل الإستخباراتي والتي دل عليها
خط سير العملية ، أما المحللون الغربيون فمع أنهم لم يخفوا إعجابهم
بالعملية إلا أنهم وقفوا حائرين في محاولة فهم وتحليل خطواتها كما صرحت به
صحيفة النيويورك تايمز آنذاك بقولها : إن البلوي أخفى آثاره ونواياه وراء
أكثر من قصة مما يجعل سرد قصة حياته بطريقة واضحة أمرا صعبا !. والحقيقة أن خطورة العملية لم تكن في آثارها
المدمرة على بنية ومعنويات وسمعة السي آي إيه التي أصدرت بيان تتوعد فيه
بالثأر لعملائها الذين قضو في العملية في سابقة لم تعهد من قبل في وكالة
ذات طابع رسمي ! وإنما الخطورة تكمن في أن هناك عقول دبرت وخططت لهذه
العملية بكل دقة وبراعة وذكاء وهي من كانت توجه العميل السري د.همام منذ
البداية ! وأن هذه العقول مازالت حرة طليقة !!
0 التعليقات:
إرسال تعليق