الخميس، 23 فبراير 2017

من اجل بنى تحتية لقواتنا الامنية (3) .......المشافي العسكرية







من اجل بنى تحتية لقواتنا الامنية (3) .......المشافي العسكرية 

 

 

من اجل بنى تحتية لقواتنا الامنية (3)
المشافي العسكرية ===============
بشير الوندي
=============== مدخل ===============
في كل دول العالم , تفخر الدولة دوماً بالارتقاء الطبي في مؤسساتها العسكرية وبمستشفياتها العسكرية المتطورة الى درجة اشراف تلكم المشافي على علاج رئيس الدولة واركانها , وتعمد الدول الى بناء مستشفيات ومراكز طبية عسكرية متطورة على نوعين :
النوع الاول وحدات ميدان طبية متخصصة بالعلاج الاولي الميداني المصاحب للوحدات العسكرية سواء في مقرات وحداتها الثابتة او في جبهات القتال مع العدو , وفي الغالب فان خدمات الوحدات الطبية الميدانية تقتصر على الافراد المقاتلين , الا انها في احايين نادرة تشمل بخدماتها اسرى الحرب من الجرحى , واهالي المدن التي تدور المعارك فيها او حواليها.
والنوع الثاني هي المستشفيات التخصصية عالية المستوى والتي تتوزع في كل المدن الكبيرة, لاسيما في المدن التي فيها مقار للفرق والفيالق العسكرية , وتمتاز بتنوع خدماتها الطبية في حالتي السلم والحرب , ففي السلم تكون في خدمة المدنيين في محيطها الجغرافي بالاضافة الى منتسبي القوات المسلحة وقوى الامن الداخلي , واهاليهم في جميع الاختصاصات بمافيها اختصاصات التوليد , وتستقطب تلك المستشفيات الاطباء من ذوي التخصصات والشهادات العليا , ويكون استقطابها على نوعين : فهي من جهة تستقطب جراحين واطباء اختصاص تمنحهم رتب عسكرية وامتيازات كبيرة ومغرية تغنيهم عن مشاق الحياة , كما تقوم الادارات العسكرية بالتحرك على الكليات الطبية (طب ,طب اسنان , صيدلة , بكتريولوجي) من اجل تطويعهم وهم على مقاعد الدراسة مقابل مرتبات ممتازة تكون كافية لتغطية مصاريفهم الدراسية , وتمنحهم حال التخرج رتب عسكرية مشرفة , بل وتبتعث المتفوقين منهم الى جامعات العالم للتخصص في التخصصات التي تنقصها وفق دراسة وتخطيط دقيقين , ولانجانب الحقيقة اذاماقلنا ان نظام صدام البائد كان يقوم ببعض تلكم الخطوات التي تمكن من خلالها من رفد مستشفياته العسكرية بالتخصصات الطبية
ان اهتمام الدول بالمستشفيات العسكرية ياتي من جانبين : الاول ان تلك المستشفيات ستشكل فارقا كبيرا وحاسما في علاج الاف الجرحى في حالات الحرب .
والسبب الثاني : ان تلك المستشفيات سوف تكون اضافة كبيرة للارتقاء بالوضع الصحي , لانها لاتتوقف عن اعمالها في وقت السلم وانما لديها زبائنها من المدنيين والعسكريين وعوائلهم وتكون مسؤولة عن اللجان الطبية العسكرية التي لها القول الفصل في القبول بالكليات العسكرية وفي الاجازات العسكرية وفي درجات التعويق وفحص النظر وغير ذلك . ================
معركة بلا اسناد طبي
================
اننا في العراق غير مستعدون بالمرة الى اي دعم طبي عسكري في حالة الحرب , ولازال العراق يعجز عن علاج جرحاه بشكل انسيابي منظم ,(من يصدق أن العراق لايملك مستشفى عسكرية واحدة حاليا !!!!!!!) رغم انه في معركة مع عصابات لاتمتلك طائرات قاصفة ولامدفعية متوسطة وبعيدة المدى , وحتى دروعهم ودباباتهم محدودة ومصدرها غنائمهم الحربية , مما يعني ان عدد الجرحى منخفض نسبيا بشكل كبير اذا ماقورن بالمعارك الحقيقية بين دولتين مدججتين بكافة انواع الاسلحة , كما حصل في حروب الثماني سنوات مع دولة ايران الاسلامية حيث وصل عدد الجرحى الى مئات الالوف , اما في وقت السلم فان الشواهد لاتحتاج الى تأكيد عن التخلف الطبي في كافة المجالات , لاسيما في بناء المستشفيات , والاهم من ذلك في بناء الكوادر الطبية , وعلى العكس من ذلك , ساهم الانفلات الامني الى تمكن العصابات في حالات كثيرة من اختطاف الاطباء و(تطفيشهم) , الامر الذي ادى الى التفريط و خواء العراق , خلال عقد من الزمان , من التخصصات والاسماء الطبية اللامعة التي كانت مفخرة للعراق , الامر الذي فسح المجال لفتح مستشفيات اهلية هزيلة باجور مرتفعة وعزوف المواطن عن المشافي الحكومية التي تسرح وتمرح فيها القوارض والحشرات , وتسيّد مافيات السياحة العلاجية الى تركيا والهند وايران وغيرها .
لكل ذلك فاننا نحتاج الى بنية تحتية طبية في مؤسساتنا الامنية والعسكرية تتمثل ببناء مستشفيات عسكرية في كل محافظة عراقية , (ويمكن من خلال الاستثمار او التشغيل المشترك في حال فقدان الموارد المالية )وتقديم الامتيازات المناسبة التي تشجع طلبة الكليات الطبية والاطباء والجراحين الاخصائيين من العمل لديها (حتى لو كان العمل وفق نظام العقود لمن يرغب).
وتستطيع تلك المستشفيات ان تقدم خدمة هائلة لجرحانا من الجيش والحشد وكذلك خدمة الى عوائلهم , والى اهالي المدينة باسعار رمزية , وستكون تلك المشافي بمثابة صروح علمية يتم فيها تدريب الكوادر الطبية الوسطية والعليا , والارتقاء بالواقع الطبي العراقي , ناهيك عن انتفاء الحاجة الى علاج جرحانا في خارج العراق بكلف باهضة والتغطية على فشل وزارة الصحة العراقية والتي أضيفت لها حديثا البيئة !!!!!! (قد تساعد البيئة في تنظيف مستشفيات وزارة الصحة ) !!!!! 

0 التعليقات:

إرسال تعليق