الخميس، 23 مارس 2017

الأستخبارات وعلم النفس






الأستخبارات وعلم النفس





في عصرنا هذا عصرثورة التكنولوجيا وتقنية المعلومات لم يعد العمل وفق (الأسس والقواعد التقليدية ) في استحصال المعلومات عن العدو أو العدو المحتمل .ورغم ان العمل الأستخباري التقليدي كجمع المعلومات من خلال الأفراد أو أدارة أجهزة تنصت أومايخص ميدان العمل الأستخباري التقليدي لابد منه . لأستكمال صورة العمل الناجح في هذان الميدان إلاإن دخول (علم النفس وتطبيقاته) في ميادين وشؤن الحياة المختلفة أوجد حلقة جديدة في العمل الأستخباري قائمة على أساس الأعتماد على مناهج وتطبيقات علم النفس .

يبدوا أن هذه الحلقة الهامة من حلقات العمل الأستخباري جاءت بعد الحرب العالمية الثانية عندما تجلت (فاعلية السلاح النفسي في التأثير على القطعات العسكرية المتحاربة والشعوب) وكما أثبت ذلك من خلال الحروب الاخيرة في المنطقة خصوصآ الغزو الامريكي للعراق .
وظهر التأثيرالمباشر قبل واثناءالمعارك بل وفي الأثار التي تتركها وسائل التدميربعد نهاية الحروب أيضآ.
وبهذا يكون العمل في هذا المجال الحيوي أصبح ضرورة لازمة تفرضها طبيعة التحديات التقنية والأجتماعية والحضارية المعقدة حيث تتطلب خبرة واسعة بطبيعة النفس البشرية التي تقف خلف التطور التكنلوجي والفني والايديولوجي.
من هذا المنطلق يبدوا أن عمل هيئات الأستخبارت بكافة المستويات ينطوي على أدراك عميق لأمكانتها الذاتية المعرفية اولآ كما يتطلب (تقديرآ دقيقآ) لأمكانات العدو النفسية والتعبوية.
لذا فإن مفهوم الأستخبارت النفسية على ضوءماتقدم "يمكن أن يكون كل مانعرفه أو نفهمه عن العدو ونشاطات أفراده في الجوانب المعنوية والدوافع والأنفعالات والسمات الأخلاقية ومظاهر السلوك اليومي والقيم التي تحكم العلاقات بينهم اضافة الى المعرفة بالوضع الأقتصادي والخلفيات الفكرية والسياسية والوضع العسكري بأعتبارها أمور يمكن أستغلالها في التأثير النفسي سلبآ وايجابآ.

ماهي مصادر الأستخبارت النفسية :

أن عملية جمع المعلومات (الخام) لاتتطلب دراية كبيرة بالمفاهيم النظرية للعلوم الأنسانية والسلوك ذلك لن رجال الاستخبارت بشكل عام يدركون أنه لاينبغي أهمال أي نوع من المعلومات مهما كان ضئيلآ لذلك تستطيع هيئات الأستخبارت في جميع المستويات من جمع المعلومات التي يمكن الأستفادة منها في أغراض وضع(الخطط النفسية وأدارة شؤون الحرب النفسية )ثم أرسالها الى الهئيات العليا المختصة (المركز) حيث يتم هناك تصنيفها وتبويبها وتحليل مضامينها عن طريق الخبراء والمختصين ووضع الخطط الملائمة في ضوءها لأدارة شؤون (الحرب النفسية).
على ضوء ماتقدم تقوم هيئات الأستخبارات بجمع المعلومات النفسية الأساسية والمتعلقة بالجانب المعنوي ومايرافقها من أنفعالات وأتجاهات وقيم وأنماط سلوكية اثناء الحرب وعن المعتقدات والبنية الشخصية والقيم المركزية أثناء السلم لكي يتسنى (للمركز) معرفة مواطن القوة والضعف في الخصم وأعطاء هذه المؤشرات لوسائل الحرب النفسية بهدف التأثيرعلى العدو والواضح ان أكثرالمصادر وثوقآ في اوقات الحرب عن نشاط الخصم وحالة عناصره النفسية هي:
أ‌- أسرى الحرب والهاربون واللاجئون: حيث يمكن استحصال بعض المعلومات المتعلقة بالروح المعنوية لقطعاتهم والعلاقات الانسانية بين طبقات المجتمع وطبيعة الخدمة العسكرية من أجبارية ,طوعية..الخ ,وثمة القوى الفكرية والسياسية المؤثرة الى جانب مايمكن استحصاله من معلومات منهجية عن قيمهم وطباعئهم وسماتهم الشخصية والانفعالية من خلال تطبيق المقاييس النفسية.
ب‌- الوثائق المستولى عليها: حيث يمكن توظيفها كمستندات للتاثيرعلى القوات المعادية وقطعاتهم العسكرية من خلال ممارسة نشاط (الحرب النفسية )عليها.
ت‌- تقارير القوات الأمامية: عن حركة القوى المعاديةوتنظيمه وطبيعة تصرفات عناصره أثناء القاءالمنشورات أو أذاعة النداءات وماشابه.

ث‌- الوكلاء الخاصون (عملاءأستخبارات): هم الفئة التي توفر المعلومة المتعلقة بطبائع أفراد العدو ومعتقداتهم وأتجاهاتهم وميولهم السياسية والفكرية أضافة الى المعلومات الأستخبارية الاعتيادية وفي هذه الحالة يتطلب مستوى ثقافي ومهني عال يتميز بهادون التحيز أوالكيدأو الأيقاع بأفراد بسبب خلفيات مذهبية وعرقية.

ج‌- العناصر الاستخبارية العاملة في العمق المعادي: حيث أن بمقدورهم توفير المعلومات الضرورية عن الجوانب الصحية والمعنوية والتنظيمية عن الوحدات القتالية المعادية .


ح‌- قوى المعارضة: من خلالهم يمكن تعميق الصلة مع المناوئين للنظام المعادي لأستحصال بياناتومعلومات عن مواطن ضعفه أنطلاقآ من مبدأ(عدو عدوي صديقي).

خ‌- المنشورات المعادية: وأذعاتها الموجهة والميدانيةالتي يمكن الأستعانة بها لتوفير بعض المعلومات النفسية التي يتم من خلالها وضع البرامج الملائمة للتاثير المعادي من خلال معرفة أنشطتها ونواياها التي تسهل من خلالها معرفة الوسائل البديلة التي تقوم بالضد.

د‌- الملحقون العسكريون:تقوم الهيئات الاستخبارية المتخصصة بأناطة بعض المهام الاستخبارية وخاصة في الدول التي تجاورالعدو.

ذ‌- المصادرالعلنية: كل ماينشره الخصم المعادي داخل وخارج البلد وتلك الممتدة الى دول أخرى عن نشاطاته واهتماماته ووضعه الداخلي في اجهزة الاعلام على وجه الخصوص يمكن الأفادة منها (كاستخبارت نفسية )بعد تحليلها.

ر‌- الجامعات ومراكز البحوث: تقوم الكثيرمنها في كثيرمن الدول بأجراء الدراسات النفسية عن الشخصية وتناول بعض المشاكل النفسية والأجتماعية للفرد داخل مجتمعه يسهل الحصول عليها بالطرق الأكاديمية.

ز‌- الأستطلاع اللاسلكي والالكتروني وتقنيات التجسس والرصد والمتابعة: أحدثت التقدم التقني والالكتروني ثورة في تأمين معرفة جيدة بأنشطة الخصم المعادية من خلال الاستطلاع الالكتروني وتوضيف التقنية لهذا المجال.







0 التعليقات:

إرسال تعليق