الاثنين، 3 أبريل 2017

تقدير موقف الاستخبارات ودور القائد







تقدير موقف الاستخبارات ودور القائد

 

ماهو تقدير موقف الاستخبارات ؟مانوعه، مامدى مصداقيته، ولابد ان نعرف ان مجالات عمل ومسؤولية الاستخبارات جمع المعلومات واجراء الدراسات و البحوث. هي كثيرة وواسعة النطاق وكلها تقريبا سرية، تقدير الموقف ليس علم فلك. في غابر الازمان كان الملك او قائد الجيش يبنيا تصرفاتهما على اساس نصائح علم الفلك او العّراف. لكن رجال السياسة وقادة الجيش اليوم ليسوا كذلك. انهم رجال العصر الحديث ولكن رغم ذلك يصعب عليهم التسليم بوضع يخلو من وجود شخص ما الى جانبهم يستطيع ان يكشف لهم خبايا المستقبل. ان معظمهم يأملون او يوهمون انفسهم بان جهاز الاستخبارات الذي يخدمهم يستطيع القيام بذلك.
الفريق الركن:علي محمد الشلال

ان الاستخبارات عنصر هام جدا وهو قادر على المساهمة كثيرا في انجاح او افشال كل عملية عسكرية او سياسية.
لهذا السبب بالذات يجب ان يكون القائد متفهما بشكل عميق لهذا الموضوع لانه هو المستهلك الرئيسي لانتاج الاستخبارات. سنحاول توضيح ماهو تقدير موقف الاستخبارات.
اقول بان تقدير موقف الاستخبارات ليس تنبؤاً للمستقبل ، ان اصطلاح "تقدير موقف الاستخبارات" هو تقدير مبني على معلومات وهذا يعني ان الاستخبارات يجب ان تقتصر أولا على : قول اشياء واضحة لما هو متوقع. تكون معتمدة على معلومات واضحة متوفرة بشأن قرارات موجودة ومعروفة لدى الجانب الاخر وثانيا عرض امكانيات محتملة من خلال الاعتماد على معرفة غايات العدو وعلى الامكانيات الفنية المتوفرة لديه.
وإن نموذج تقدير موقف الاستخبارات يشتمل امر الحركات العسكرية على تقدير موقف استخباري (ملحق استخباري) وهذا التقدير كله مجرد عرض احتمالات:
- قوات العدو القادرة على التدخل وعرقلة سير العملية العسكرية.
- الوسائل القتالية المتوفرة لدى قوات العدو وخططها العملية.
- الجدول الزمني المحتمل لتدخل تلك القوات وسرعة تدخلها. 
واضح من هذا النموذج بانه لاينطوي على تحديد ماهو على وشك الحدوث في المستقبل بل بالعكس نستطيع القول بالتأكيد (طرق العمل المحتملة) للعدو لن تُنفذ لانه وعن قصد عرض اخطر احتمال متوقع.
علاوة على ذلك ماسيحدث على ارض الواقع يتوقف على نوعية القرارات التي يتخذها العدو ووقت القرارات وسرعة تطبيقها وبمستوى استعداد القوات المسلحة وسرعة عملها.
ان الاختبار الحقيقي لصدق الاستخبارات يكون فيما اذا اتضح بان هناك قوات شاركت في العملية لم تكن الاستخبارات تعرف بوجودها أو ان سرعة تدخلها كانت اسرع واكبر مما توقعته الاستخبارات.
العلاقة المتبادلة بين الاستخبارات و القائد.
يقال ان جمع المعلومات الاستخبارية الجيدة بالاضافة الى ابحاث استخبارية جيدة يكفيان لبلورة قرارات عسكرية وسياسية صحيحة. في الواقع ليست الامور بهذه البساطة علاوة ليس هناك وعي للمشاكل الحقيقية والصعبة المرتبطة بهذه المسائل. بالوقت نفسه صحيح القول اننا لانستطيع اتخاذ قرارات تعتمد على معلومات استخبارية غير موجودة ، ان ماهو غير مشمول في التقدير الاستخباري (المكتوب ، او الشفهي) لايمكن ان يكون اساسا لاي قرار.
وصحيح ايضا ان من حق القائد عدم الاهتمام بالتقدير الاستخباري الذي استلمه مع العلم وجود اعتبارات كثيرة وملاحق ليست لها اية علاقة مع بند "العدو" في تقدير الموقف؟
وان القائد عليه ان يقرر بما يتناقض مع تقدير الموقف بناء على اعتبارات وتقديرات خاصه به.
ان العلاقة المتبادلة بين الاستخبارات و القائد هي كيف نضمن بان الاستخبارات تخدم بشكل صحيح القائد و تزوده بما يحتاجه من معلومات.
ان مشكلة رجل الاستخبارات هي التأكد بأن تقدير الموقف الاستخباري مقبول اي يصل الى هدفه في الوقت المناسب و يفهم جيدا من قبل القادة. و الشيء الاخر يتمثل في فهم واستيعاب محتويات التقدير، يجب ان يفهم تقدير موقف الاستخبارات من جميع جوانبه، لذلك لابد ان يكون الحوار بين الاستخبارات و القائد لتوضيح الامور التي تتطلب التوضيح ، لهذا فالثقة بين الطرفين مهمة جدا.
بناء الثقة:
لابد من تنمية العلاقات المتبادلة بين الطرفين ، فالقائد "الرجل العسكري" يجب ان يعمل بالتنسيق و بالارتباط المباشر مع الاستخبارات. علما ان موضوع الادارة و القيادة يحتل مكانا بارزا في جميع الدورات التعليمية و التدريبية.
ويتم  تعليم عمل الادارة و القيادة الصحيح وكيف تدار المعركة وماهي مجموعات التخطيط و الاوامر وماهو الدور الذي تقوم به الاستخبارات في ادارة المعركة؟.
نظام علاقات ثنائي الاتجاه
مهما كانت كفاءة الاستخبارات ودقة معلوماتها لايوجد استغلال صحيح للقدرة و الطاقة الاستخبارية الا بوجود علاقة وثيقة بين القائد و الاستخبارات.

ان الاستخبارات لا تستطيع العمل في فراغ يجب ان تكون موجهة الى مايجب البحث عنه وعن مايهم القائد وماهو بحاجته مع التاكيد ان تجري الاتصالات سرية  و الحيلولة دون تسرب معلومات قد تفشل مثل هذه الاتصالات.
كما يجب على القائد ان يتبع سياسة الباب المفتوح والتي يكون من خلالها مسموح لرجل الاستخبارات بالدخول والاتصال اذا كان لديه مايقوله.
مع ذلك على رجل الاستخبارات ان يقتحم مكتب القائد مزودا بمعلومات واضحة تماما لكي لايكون ضحية للعتاب كونه ازعج القائد بدون ضرورة.
كما يكون لدى القائد القدرة و الصبر على الاصغاء.
المشاركة في عملية اتخاذ القرار:
هناك اهمية بالغة لمشاركة رجل الاستخبارات في المناقشات التي تؤدي الى اتخاذ قرار في مواضيع امنية.
كما انه لايمكن اجراء نقاش في قيادة عسكرية بدون اشتراك ضابط الاستخبارات كذلك يجب عدم اجراء نقاش على مستوى حكومي في مواضيع كهذه بدون وجود ممثل عن الاستخبارات.
ان اهمية رجل الاستخبارات تتمثل في عرض الصورة الاستخباراتية ،وهذه يمكن ان تشمل عرض وضع العدو، نواياه، استعداده، و الامكانيات المتوفرة لديه على الصعيد العسكري.
كما ان حضور ممثل الاستخبارات في مناقشات مواضيع امنية-سياسية يمكن ان يساعد في 




الاجابة على الاسئلة التي تثار اثناء النقاش وحتى لو اشترك بصيغة مراقب فابإمكانه- رجل الاستخبارات- الاجابة و التعليق . هناك نظريتان لضابط الاستخبارات في عملية اتخاذ القرارات  الاولى:هي ان دور الاستخبارات يقتصر على عرض صورة العدو فقط.
الثانية: تكون الاستخبارات شريكة كاملة في طرح طرق العمل "لقواتنا" وفي تقديم المقترحات للقائد.
اسلوب العمل:
لايمكن ان يكون اسلوب العلاقات بين القائد و الاستخبارات كله "خطيا" و ان يكون ايضا بالاعتماد على التقارير الشفوية فقط.
ان "رجال الدولة" اشخاص مشغولون ومعتادون على قراءة مادة كبيرة بتمعن وبدون تمعن ويتكيفون بسهولة لقراءة تقارير مكتوبة فقط وان اخطار هذا الاسلوب هي:
اولا: لا يمكن ان نعرف ما الذي يقرأه القائد وما الذي لا يقرأه حقا وكثيرا ان من يقرأه هو "مساعد" القائد ويقدم به خلاصة ثانيا: ان اسلوب المقابلة وجها لوجه حيوي لانه من خلال اللقاء المباشر يمكن معرفة طلبات الاخر وطرح الاسئلة المباشرة.
ثالثا: ان الاسلوب الكتابي لايترك مجالا لتوضيح امور خارجة عما هو مدون.
قيود الاستخبارات
ان احدى المشاكل الرئيسية هي معرفة معوقات العمل الاستخباري وفهمها وان الاخطار الجسيمة الموجودة هي النظر الى الاستخبارات وكانها متنبئ أو عراف نتوقع منها الوقوف الى يمين القائد واسماع نبوءتها قبل اتخاذ القرار. ان رجل الاستخبارات لايستطيع توقع مايحدث في المستقبل ، رجل الاستخبارات يستطيع من خلال تجربته وخبرته في هذا المجال ان يبلور بناء على المعلومات المتوفرة لديه احتمالات قد يقوم بها العدو ، و على القائد والاستخبارات ان يفهما ماهوتقدير موقف الاستخبارات وماهي انواع التقديرات المختلفة. حيث ان لكل حالة خواصها المميزة وتقديرها الخاص بها ولها قيودها وامكانياتها المختلفة. نستطيع ان نقسم ونحلل التقديرات الاستخبارية الى اربعة انواع هي :
التقدير بالنسبة للقرار الذي اتخذ
تقدير رد محتمل
تقدير نتائج العملية العسكرية
توقع التطورات في المستقبل البعيد
ان النقاش بين القائد العسكري ورجل الاستخبارات يشمل نوعية تقدير الموقف الاستخباري والمشاكل التي تواجه الاستخبارات واسلوب معالجتها وماهي فرص الاستخبارات للاجابة بشكل قاطع على الاسئلة التي تطرح عليها.
على كل حال عرضنا مجموعة من الافكار بشان العلاقة المتبادلة بين القائد والاستخبارات التي بشانها ترك بصماتها على نتائج تقدير الموقف الاستخباري.

 

0 التعليقات:

إرسال تعليق